أرهب أن تستعمل عليَّ زيدًا، قال: امضوا فإن لا تدري أي ذلك خير، قال: فانطلق الجيش فلبثوا ما شاء الله ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صعد المنبر، وأمر أن ينادي الصلاة جامعة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ناب خبر، أو ثاب خبر (?) "شك عبد الرحمن".
ألا أخبركم عن جيشكم هذا الغازي، إنهم انطلقوا حتى لقوا العدو، فأصيب زيد شهيدًا، فاستغفروا له)، فاستغفر له الناس، (ثم أخذ اللواء جعفر بن أبي طالب، فشد على القوم حتى قتل شهيدًا، اشهدوا له بالشهادة، فاستغفروا له، ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة، فأثبت قدميه حتى أصيب شهيدًا، فاستغفروا له، ثم أخذ اللواء خالد بن الوليد ولم يكن من الأمراء، هو أمر نفسه)، فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصبعيه، وقال: (اللهم هو سيف من سيوفك فانصره)، "وقال عبد الرحمن" مرة (فانتصر به).
فيومئذ سمي خالد سيف الله، ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (انفروا فأمدوا إخوانكم، ولا يتخلفن أحد)، فنفر الناس في حر شديد مشاة وركبانًا) (?).
إن سياق أصحاب المغازي والسير فيه اختلاف في وصف معركة مؤتة والحال التي كان عليها الجيش الإِسلامي بين نصر أو هزيمة، فانقسموا إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: قالوا: إن المسلمين قد انتصروا، وممن قال بذلك موسى بن عقبة، والواقدي، والزهري، ورجح هذا الرأي البيهقي، وابن كثير في سيرته.
القسم الثاني: قالوا إن المسلمين هزموا شر هزيمة عرفوها في تاريخهم عقب