وهي غزوة محارب خصفة من بني ثعلبة من غطفان. وهي التي صلى النبي فيها صلاة الخوف وكانت تسمى أيضًا (غزوة نجد).
593 - من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: "خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزاة، ونحن في تسعة نفر بيننا بعير نعتقبه، فنقبت أقدامنا، ونقبت قدماي، وسقطت أظفاري، فكنا نلف على أرجلنا الخرق، فسميت غزوة ذات الرقاع لما كنا نعصب من الخرق على أرجلنا وحدث أبو موسى بهذا الحديث ثم كره ذاك قال: ما كنت أصنع بأن أذكره، كأنه كره أن يكون شيء من عمله أفشاه" (?).
قال الإِمام البخاري: إن غزوة ذات الرقاع كانت بعد غزوة خيبر (?)، وأيده في ذلك ابن كثير في سيرته (?)، وابن حجر في الفتح (?)، وابن القيم في زاد المعاد (?).
إلا أن محمَّد بن إسحاق وجماعة من أهل السير والمغازي قالوا: إنها كانت في جمادى الأولى بعد غزوة بني النضير بشهرين، وذلك في السنة الرابعة للهجرة (?).
قلت: وما في الصحيح أصح، وأولى بالتقديم، وله من أحاديث الصحابة رضوان الله عليهم ما يسنده ويقويه، من قول أبي هريرة: "صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة نجد صلاة الخوف"، وإنما جاء أبو هريرة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أيام خيبر (?).