يصيبك إلا خير يا أبا الفضل، قال لهم: لم يصبني إلا خير بحمد الله، قد أخبرني الحجاج بن علاط أن خيبر قد فتحها الله على رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وجرت فيها سهام الله، واصطفى صفية لنفسه، وقد سألني أن أخفي عليه ثلاثًا، وإنما جاء ليأخذ ماله، وما كان له من شيء ها هنا، ثم يذهب. قال: فرد الله الكآبة التي كانت بالمسلمين على المشركين، وخرج المسلمون ومن كان دخل بينه مكتئبًا حتى أتوا العباس، فأخبرهم الخبر وسر المسلمون، ورد الله -تبارك وتعالى- ما كان من كآبة أو غيظ أو حزن على المشركين" (?).
578 - من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: "خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم خيبر، فلم نغنم ذهبًا ولا فضة إلا الأموال والثياب والمتاع، فأهدى رجل من بني الضبيب، يقال له رفاعة بن زيد لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - غلامًا يقال له مدعم.
فوجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى وادي القرى حتى إذا كان بوادي القرى، بينما مدعم يحط رحلًا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سهم عائر فقتله، فقال الناس: هنيئًا له الجنة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (كلا والذي نفسي بيده، أن الشملة التي أخذها يوم خيبر من الغنائم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه نارًا).
فلما سمع ذلك الناس جاء رجل بشراك أو شراكين إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: (شراك من نار أو شراكان من نار) (?) اللفظ للبخاري.