ب - زواجه منها:

562 - من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "قدمنا خيبر، فلما فتح الله عليه الحصن ذكر له جمال صفية بنت حيي بن أخطب وقد قُتل زوجها، وكانت عروسًا، فاصطفاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لنفسه، فخرج بها، حتى بلغنا سد الصهباء، حلت، فبنى بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم صنع حيسًا في نطع صغير، ثم قال لي: (آذن من حولك)، فكانت تلك وليمته على صفية، ثم خرجنا إلى المدينة، فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يحوي لها وراءه بعباءة، ثم يجلس عند بعيره فيضع ركبته، وتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب" (?).

563 - وقد جاء هذا الحديث بلفظ آخر من حديث أنس أكثر تفصيلًا، "صارت صفية لدحية في مقسمه، وجعلوا يمدحونها عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: ويقولون: ما رأينا في السبي مثلها، قال: فبعث إلى دحية، فأعطاه بها ما أراد، ثم دفعها إلى أمي فقال: (أصلحيها).

قال: ثم خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من خيبر، حتى إذا جعلها في ظهره نزل، ثم ضرب عليها القبة. فلما أصبح قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (من كان عنده فضل زاد فليأتنا به) قال: فجعل الرجل يجيء بفضل التمر، وفضل السويق، حتى جعلوا من ذلك سوادًا حيسًا (?)، فجعلوا يأكلون من ذلك الحيس ويشربون من حياض إلى جنبهم من ماء السماء، قال: فقال أنس: فكانت تلك وليمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليها.

قال: فانطلقنا، حتى إذا رأينا جدر المدينة هششنا (?) إليها، فرفعنا مطينا (?) ورفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مطيته، قال: وصفية خلفه قد أردفها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فعثرت مطية رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فصرع وصرعت: قال: فليس أحد من الناس ينظر إليه ولا إليها، حتى قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسترها، قال: فأتيناه فقال: لم تضر،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015