قال: فوالله لا يسمعون بعير (?) خرجت لقريش إلى الشام إلا اعترضوا لها، فقتلوهم، وأخذوا أموالهم، فأرسلت قريش إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - تناشده الله والرحم لما أرسل إليهم فمن أتاه فهو آمن، فأرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - إليهم، فأنزل الله عَزَّ وَجَلَّ: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ} حتى بلغ الحمية حمية الجاهلية) (?).
وكانت حميتهم أنهم لم يقروا أنه نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، ولم يقروا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وحالوا بينهم وبين البيت" (?).
اختلف في وقتها على قولين:
1 - قول للإمام البخاري بأنها قبل خيبر بثلاث -يعني ليال- أي بعد الحديبية، وجزم بذلك، ورجح ذلك الإمام ابن حجر العسقلاني في الفتح، وأيده في ذلك البيهقي في "الدلائل" وابن القيم في زاد المعاد (?).
2 - أما أصحاب المغازي والسير فيذكرون أنها قبل الحديبية، وعلى ذلك ابن إسحاق، وابن سعد، ومحمد بن عمر الواقدي.
وما في الصحيح أصح من قول أصحاب المغازي والسير؛ لأن له مستند من حديث سلمة بن الأكوع الذي أخرجه مسلم من طريقه فقال: "فرجعنا أي من الغزوة إلى المدينة، فوالله ما لبثنا بالمدينة إلا ثلاث ليال حتى خرجنا إلى خيبر".
قال الحافظ ابن حجر في الفتح "ومستنده في ذلك حديث إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه، فإنه قال في آخر الحديث الطويل الذي أخرجه مسلم من طريقه: "قال فرجعنا -أي من الغزوة- إلى المدينة فوالله ما لبثنا بالمدينة إلا ثلاث ليال