بشرّ حالة فقال له: ماذا لقيت؟ قال: لم ألق بعدكم رَخَاء غير أني أسقيت في هذه، وأشار إِلى النقرة التي بين الإِبهام والتي تليها، بعتاقتي ثويبة.

وقد حضنته أم أيمن بركة الحبشية، وهي مما ورثها رسول الله -صلى الله عليه وسلم - عن والده. أما مرضعته الثانية: فهي حليمة بنت أبي ذؤيب عبد الله بن الحارث السعدية، حيث قدمت هي وزوجها الحارث بن عبد العزى مع نساء من بني سعد يلتمسون الرضعاء، فأصابت حليمة رسول الله -صلى الله عليه وسلم - وأخذته معها إِلى أرض قومها قرب الطائف، وقد أدركت هي وزوجها أنهما أخذا نفسًا مباركة، إِذ وجدا ذلك في سرعة حمارهما، ولبن ناقتهما، ثم بعد ذلك في غنمهما، ومكث - صلى الله عليه وسلم - معها عامين حتى استكمل رضاعه، ثم وفدت به على أمه في مكة، وحرصت على بقائه معها، فعادت به مرة أخرى، ولكن بعد مضي أشهر حصل له - صلى الله عليه وسلم - حادثة شق صدره وخشيت عليه مرضعته، فأعادته إِلى أمه بمكة، قال ابن إِسحاق: وإخوته من الرضاعة، عبد الله بن الحارث، وأنيسة، وخذَامة، وهي الشيماء (?).

حادثة شق صدره (صلى الله عليه وسلم):

روى الإِمام مسلم من حديث أنس - رضي الله عنه -، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه، فشق قلبه، فاستخرج منه علقة فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسّله في طَسْت من ذهب بماء زمزم، ثم لأمه، ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إِلى أمه -حليمة- فقالوا: إِن محمدًا قد قتِل، فاستقبلوه منتقع اللون.

قال أنس "كنت أرى أثر المخيط في صدره - صلى الله عليه وسلم -" (?). وهذه هي المرة الأولى التي يُشَق فيها صدره، ثم إِنه - صلى الله عليه وسلم - حصل له شق الصدر والتطهير مرة ثانية ليلة الإِسراء والمعراج (?).

وفي هذا عناية الله سبحانه وتعالى بنبيه - صلى الله عليه وسلم - وإعداده للنبوة والرسالة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015