قدا هذا الوفد في أول العام التاسع، وهم الذي نزل فيهم ما نزل من آداب الاستئذان وكيفية مخاطبة الرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، في أول سورة الحجرات، وجاءوا معهم بشاعر وخطيب يفاخرون به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وخطيبهم عطارد بن حاجب، وشاعرهم الزبرقان بن بدر، وكان خطيب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثابت بن قيس، وشاعره حسان بن ثابت (?). فغلب خطيب النبي - صلى الله عليه وسلم - خطيبهم وشاعره شاعرهم.
عبد القيس هم سكان جواثا وهي بلدة بالأحساء الآن، وقريتهم هي أول قرية أقيمت بها الجمعة بعد المدينة (?). وكان لهم وفادتان: الأولى، في العام الخامس.
والثانية، في العام التاسع.
الوفد الأول: وعددهم ثلاثة عشر رجلًا، وفيهم الأشج الذي قال فيه النبي - صلى الله عليه وسلم -: إِن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله: الحلم والأناة (?).
الوفد الثاني: وكانوا أربعين رجلًا، وفيهم الجارود العبدي وكان نصرانيا فأسلم وحسن إِسلامه. وقد رحب بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائلا: مرحبا بالقوم غير خزايا ولا ندامى (?).
سبق إِلى الإِسلام من ثقيف عروة بن مسعود، الذي لحق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في طريق