في شهر شوال على رأس ثمانية أشهر من الهجرة بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبيدة بن الحارث - رضي الله عنه - في ستين من المهاجرين إِلى رابغ لاعتراض عير قريش، فلقي أبا سفيان ومعه مائتا رجل، فكان بينهم الرمي بالسهام ولم يسلوا السيوف، وكان سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - في هذه السرية وهو أول من رمى بسهم في الإِسلام، وتعد هذه المواجهة أول اصطدام عسكرى بين الطرفين، لكنها كانت مواجهة محدودة اقتصرت على السهام دون السيوف، ثم انصرف الفريقان، غير أن اثنين من المسلمين كانا في قافلة قريش هما: عتبة بن غزوان، والمقداد الأسود - رضي الله عنهم - قد تمكنا من الفرار إِلى معسكر المسلمين وعادا معهم إِلى المدينة (?).
خرجت في شهر ذي القعدة من السنة الأولى من الهجرة وكان هدفها اللحاق بقافلة لقريش عائدة من الشام عند ماء الخرار بالجحفة (?) لكن القافلة أفلتت (?)، ورجع سعد ولم يلق كيدا.
في شهر رجب من السنة الثانية من الهجرة بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن جحش - رضي الله عنه - قِبَلَ مكة ومعه ثمانية من المهاجرين يرصدون أخبار قريش، وكتب معه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتابًا، وأمره أن لا ينظر فيه حتى يسير يومين، فلما سار يومين عن المدينة تجاه مكة