الله - صلى الله عليه وسلم - أن يريهم آيةً، فأراهم القمر شقتين؛ حتى رأوا حراء بينهما (?).
فقالت قريشٌ: هذا سحر ابن أبي كبشة. فقالوا: انظروا ما يأتيكم به السُّفار، فإِنّ محمدًا لا يستطيع أن يسحر الناس كلّهم، فجاء السُّفار. فقالوا: ذلك صحيح (?).
وجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعرض نفسه على القبائل أيام الموسم، ويقول: "مَن رجل يحملني إِلى قومه؟ فيمنعني حتى أبلِّغ رسالة ربي، فإِنّ قريشًا قد منعوني أن أبلغ رسالة ربي" (?).
وكان يقول لهم: "يا أيّها الناسُ قولوا: لا إِله إِلَّا الله تفلحوا، وتملكوا بها العرب، وتذِلُّ لكم بها العجمَ، فإِذا آمنتم، كنتم ملوكًا في الجنّة". وعمّه أبو لهب وراءه يقول للناس: (لا تطيعوه فإِنّه صابئ كذّاب) (?).
فكان أحياء العرب يتحامونه لما يسمعون من قريش عنه؛ إِنه كاذب، إِنه ساحر، إِنه كاهن، إِنه شاعر، أكاذيب يقذفونه بها من تلقاء أنفسهم، فيصغي إِليهم من لا تمييز له من أحياء العرب، وكان أكثرهم يردُّون عليه أقبح الردّ، ويؤذونه، ويقولون: (أسرتُك وعشيرتك أعلم بك حيث لم يتّبعوك).
وأما الألباء؛ فإِنهم إِذا سمعوا كلامَه وتفهموه، شهدوا بأنّ ما يقول حقٌ، وأنهم مفترون عليه، فيسلمون (?).
فانظر كيف السباق بين الحقّ والباطل؟ داعٍ يدعو إِلى الحق غير عابئ بسخرية