ومحط الاهتمام والعناية. يقول علي بن الحسين زين العابدين (?): كنا نعلّم مغازي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما نُعلّم السورة من القرآن (?) وكان إِسماعيل بن محمَّد بن سعد بن أبي وقاص يُحَفِّظ أبناءه مغازي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وَيَعُدّها عليهم، ويقول: "هذه مآثر آبائكم فلا تضيعوا ذكرها" (?).
وبهذا المنهج العالي كان جيل الصحابة رضوان الله عليهم، ثم التابعون، أرقى أجيال الأمة وأقواها علمًا وعملًا وأثرًا في واقع الحياة وبناء الحضارة، فكانوا قادة وسادة، معتزين بمنهجهم، مؤثرين في غيرهم غير متأثرين، فقد حققت السيرة النبوية للجيل الأُول السيادة والريادة في كل الميادين الخيرة النافعة، ونشروا العدل والأُمن والإِسلام في كل بلد وصلوا إِليه، وانتشر فيه نور الحق.
وقد تحققت السيادة والريادة للجيل الأول عندما صدق في التأسي والمتابعة للرسول - صلى الله عليه وسلم -، فتمكن من التطبيق الواقعي لنصوص القرآن والسنة، ولا بد لاستئناف الحياة الإِسلامية الصحيحة من تمثل السيرة النبوية في الواقع المعاش على مختلف المستويات، وفي كل المواقع والنواحي، وأن تكون دراستنا للسيرة النبوية بهذه المعاني العميقة، والنظرة الشاملة، والفقه الواعي، حتى نصنع جيل النهضة، وثلة النصر، وقاعدة التمكين للأمة.
4 - تحصيل القدوة والتأسي بالنبي - صلى الله عليه وسلم -
جعل الله في سيرته وتصرفاته - صلى الله عليه وسلم - تنوعًا وشمولًا لكل جانب من جوانب الحياة