وقد كنت عرّفت سيدنا في ما سلف أن الأدب كعهود في غبّ «1» عهود، أروت النّجاد فما ظنّك بالوهود؟؛ وأنّي نزلت من ذلك الغيث ببلد طسم «2» ، كأثر الوسم؛ منعه القراع، من الإمراع؛ «يابوس، بني سدوس» «3» العدوّ حازب، والكلأ عازب «4» ؛ يا خصب بني عبد المدان؛ ضأن في الحربث وإبل «5» في السّعدان؛ فلما رأيت ذلك أتعبت الأظلّ «6» ، فلم أجد إلّا الحنظل، فليس في اللّبيد، إلا الهبيد «7» ؛ جنيته من شجرة اجتثّت من فوق الأرض ما لها من قرار. لبن الإبل عن المرار مرّ، وعن الأراك طيّب حرّ «8» .

هذا مثلي في الأدب، فأما في النّشب «9» ، فلم تزل لي بحمد الله تعالى وبقاء سيّدنا بلغتان: بلغة صبر، وبلغة وفر، أنا منهما بين اللّيلة المرعيّة، واللّقوح الرّبعيّة «10» ، هذه عام، وتلك مال وطعام، والقليل، سلّم إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015