وهم على سنن الفقهاء في ألقابهم، وربما مال من هو منهم في الخدم السلطانية إلى التلقيب بألقاب الجند.
وقد اصطلحوا على ألقاب يتلقبون بها غالبها مصدّرة بالشيخ، ثم منهم من يجري على الرسم الأوّل في التلقيب بالإضافة إلى الدولة فيتلقب بوليّ الدولة ونحوه، ومنهم من يحذف المضاف إليه في الجملة ويعرّف اللقب بالألف واللام فيقولون «الشيخ الشمسيّ» و «الشيخ الصفيّ» و «الشيخ الموفّق» وما أشبه ذلك. فإذا أسلم أحدهم أسقطت الألف واللام من أوّل لقبه ذلك، وأضيف إلى لفظ الدين. فيقال في الشيخ الشمسي «شمس الدين» وفي الصفيّ «صفي الدين» وفي وليّ الدولة «وليّ الدين» وما أشبه ذلك. وربما كان لقب الذميّ ليس له موافقة في شيء مما يضاف إلى الدين من ألقاب المسلمين، فيراعى فيه إذا أسلم أقرب الألقاب إليه، مثل أن يقال في الشيخ السعيد مثلا إذا أسلم «سعد الدين» ونحو ذلك.
أما أصل وضعها ثم انتهاؤها إلى غاية التعظيم فإنّ ألقاب الخلافة في ابتداء الأمر- على جلالة قدرها وعظم شأنها- كانت في المكاتبات الصادرة عن ديوان الخلافة وإليه، والولايات الناشئة عنه «عبد الله ووليّه الإمام الفلانيّ أمير المؤمنين» ولم يزل الأمر على هذا الحدّ في الألقاب إلى أن استولى بنو بويه من