قلت: شابٌّ من أهل خراسان.

قال: ما حملَك على الخروجِ من الدنيا؟

قلت: زهدًا فيها، ورجاء ثواب الله -عَزَّ وَجَلَّ-.

فقال: إن العبد لا يتمُّ رجاؤه لثواب الله -عَزَّ وَجَلَّ- حتى يحملَ نفسَه على الصبر.

فقال له رجل ممن كان معه: وأيُّ شيء الصبرُ؟

قال: إن أدنى منازل الصبر: أن يروضَ العبدُ نفسَه على احتمال مكارِهِ الأنفس.

قال: قلت: ثم مه؟

قال: إذا كان محتملًا للمكاره، أورث الله -عَزَّ وَجَلَّ- قلبه نورًا.

قلت: فماذا النور؟

قال: سراجٌ يكون في قلبه يفرق بين الحق والباطل والمتشابه.

ثم قال: يا غلام! إياك إذا صحبتَ الأخيارَ وجاريتَ الأبرارَ أن تُغضبهم عليك؛ لأن الله تعالى يغضب لغضبهم، ويرضى لرضاهم، وذلك أن الحكماء هم العلماء، وهم الراضون عن الله -عَزَّ وَجَلَّ- إذا سخط الناس، يا غلام! احفظْ عني واعقلْ، واحتملْ ولا تعجَلْ، إياك والبخلَ.

قلت: وما البخلُ؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015