من أولياء الله قوم لم يتعرضوا على الرب في تصريفه الزمان

أتراه بدأني بذلك إلا لمحتبه لي؟ ثم بادر يسعى، فقلت: ارفق بنا، قال: أنا مملوك عليَّ فرضٌ من طاعة مالكي الصغير, فدخل دار نخاس، فلما أصبحنا، أتيت النخاسَ، فقلت له: عندك غلام تبيعنيه للخدمة؟ قال: نعم، عندي مئة غلام فجعل يُخرج إليَّ واحدًا بعد الَآخر، وأنا أقول: غير هذا، إلى أن قال: ما بقي عندي أحد، فلما خرجنا، إذ أنا به نائم في حجرة خربة، فقلت: بعني هذا، فقال: هذا غلام مشؤوم، لا همةَ له إلا البكاء، فقلت: لذاك أريده، فدعاه وقال: خذه بما شئت بعد أن تبرئني من عيوبه، فأخذته بعشرين دينارًا، فلما خرجنا، قال: يا مولاي! لم اشتريتني؟ فقلت له: لأخدمك، قال: ولم؟ قلت: ألستَ صاحبنا البارحةَ في المصلَّى؟ قال: وقد اطلعتَ على ذلك؟ فجعل يمشي حتى دخل مسجدًا، فصلى ركعتين ثم قال: إلهي وسيدي! سِرٌّ كان بيني وبينك أظهرتَه للمخلوقين، أقسمتُ عليك إلا قبضتَ روحي، فإذا هو ميت، فبقبره يُستسقى به، وتُطلب الحوائج (?).

* ومنهم قومٌ لم يتعرضوا على الربِّ في تصريفه في الزمان، ولم يريدوا غيرَ الذي أراد، ولم يتعرضوا.

وقد أخبرنا جدِّي: أنا الصلاحُ بن أبي عمرَ: أنا الفخرُ بن البخاريِّ: أنا ابن الجوزيِّ: أنا إسماعيلُ بن أحمدَ: ثنا محمدُ بن هبةِ الله: أنا محمدُ بن الحسينِ: أنا عبد الله بن جعفرٍ: ثنا يعقوبُ بن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015