مكان، أو البغي على أحد لم يقع في حقكم بشيء؟ فانه ليس ثَمَّ شيءٌ أسرعَ عقابًا من البغي والجور.
فالحذار الحذار من أذى المسلمين، أو البغي عليهم.
وقد أنشدنا بعضُ شيوخنا:
إِذَا رَأَيْتَ ذَوِي بَغْيٍ فَقُلْ لَهُمُ ... سَتَنْدَمُونَ وَحَاذِرْ أَنْ تُسَاكِنَهُمْ
فَمِثْلُهُمْ في الوَرَى كَانُوا جَبَابِرَةً ... فَأَصْبَحُوا لا يُرَى إِلا مَسَاكِنَهُمْ
فمن أراد الملكَ والنصرَ والظفرَ، فعليه بتقوى الله -عَزَّ وَجَلَّ -؟
فقد قال الله -عَزَّ وَجَلَّ-: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2 - 3].
قال ابن عباس: {مَخْرَجًا}: من كل شدة وقع فيها.
وقال الله -عَزَّ وَجَلَّ-: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} [الطلاق: 4].
وقال عمر -رضي الله عنه-: لا تطلبِ العزةَ إلا بالله.
ومن اتقى الله، وراقبه، لم يعذبِ الناسَ بعذابٍ عامٍّ من حريقٍ وغيره.
فكم يذهبُ في ذلك من مظلوم، وكم يوجِب من دعوة لا تُرَدُّ، وإذا أتاكم واحدٌ أو عشرةٌ من محلة، فآذيتم جميعَ أهل المحلة، أو حرقتموها، كم يصيب ذلك من مظلوم؛ من صغير وكبير، وذكر وأنثى