أخبرنا الحافظُ أبو العباسِ إذنًا، وأنا جماعةٌ عنه: أنا أبو المعالي الأرمويُّ: أخبرتنا عائشةُ بنتُ عليٍّ: أنا أحمدُ بن عليٍّ: أنا البوصيريُّ: أنا الأرتاحيُّ: أنا ابن الفراءِ: أنا ابن الضرابِ: أنا أبي: أنا أبو بكرٍ الدينوريُّ: سمعتُ ابن قتيبةَ يقولُ: سمعت دِعْبِلاً يقول: أُدخلتُ على المعتصم، فقال لي: يا عدوَّ الله! أنت الذي تقول في بني العباس: إنهم في الكتب أنهم سبعة؟ وأمرَ بضربِ عنقي، وما كان في المجلس إلا من كان عدوًّا لي، وأشدُّهم عليَّ ابن شكلةَ، فقام قائمًا، فقال: يا أمير المؤمنين! أنا الذي قلتُ هذا، ونميته إلى دعبل.

فقال له: وما أردتَ بهذا؟ قال: لما تعلم ما بيني وبينه من العداوة، فأردت أن أشيط بدمه.

قال: فقال: أطلقوه. فلما كان بعد مدة قال لابن شكلة: سألتُك بالله أنتَ الذي قلته؟ فقلت: لا والله يا أمير المؤمنين، وما نظرة أنظر أبغض إليَّ من دعبل.

فقال له: فما الذي أردتَ بهذا؟ قال: علمتُ أن ما له في المجلس عدو أعدى مني، فنظر إليَّ بعين العداوة، ونظرتُ إليه بعين الرحمة.

فقال: جزاك الله خيرًا، أو نحو ذلك.

وبه إلى الدينوري: ثنا أبو حصينٍ، قال مر داودُ القصابُ بامرأة عند قبر وهي تبكي، فَرَقَّ لها، فقال لها: من هذا الميتُ منك؟ قالت: زوجي. قال: وما كان يعمل؟ قالت: كان يحفر القبور. قال: أبعدَه الله، أما علمَ أن من حفرَ لأخيه المسلم حفرةً وقعَ فيها؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015