الطرواخيُّ: أنا أبو الحارثِ المروزيُّ: حدثني إبراهيمُ بن عاصمٍ: ثنا الحسينُ بن يحيى: ثنا المؤملُ بن إسماعيلَ، عن عبد العزيزِ بن أبي روادٍ: أن رجلاً لقي لقمانَ، فقال: ألستَ عبد بني فلانٍ؟ قال: بلى، قال: فما بلغَ بك ما ترى؟ قال: قَدَرُ الله، وصدقُ الحديث، وأداءُ الأمانة.

قال: وكان من شأنه: أنه كان له بيت مال، فكان لا يستقرض منه إنسانٌ مئةَ درهمٍ إلى عشرةِ آلاف درهم إلا أقرضه، وكان لا يتقاضاه حتى يوسر، فأقرضَ رجلاً في قرية أخرى، فبلغه أنه أيسرَ، ولم يَرُدَّ عليه حقه، فقال: يا بني! اذهب إلى قرية كذا وكذا، وقل لفلان: إن أبي يُقرئك السلامَ، ويقول: بلغني أنك قد أيسرتَ، فلم تردَّ علينا حقنا، ويا بني! انظر ألا تنزل تحت شجرة كذا وكذا, ولا تدخل قرية كذا وكذا.

وإذا كان معك صاحبُك، فلا تُغضبه، اذهبْ فأثبت وديعة الله تعالى.

قال: فلما كان في طرف القرية، إذا هو برجل، قال: أين تريد؟ قال: أريد قريةَ كذا وكذا، قال: الصحبة؟ قال: نعم، فانطلقا، فلما انتهيا إلى الشجرة، قال: إن أبي قد نهاني أن أنزل تحتها، قال: وما قال لك؟ قال: قال لي: والصاحب فلا تعصه، قال: أنا صاحبك، فلا تعصني، فعدل معه، فكان تحت الشجرة حيةٌ، إذا نزل المسافرُ ونامَ، خرجت الحيةُ فقتلته.

قال: فقال لصاحبه: ضع رأسَك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015