وأما جماعةُ الأتراك، فلا تراني ولا أراك، نفوس طامعة، ولكثرة الأموال جامعة، استحلُّوا دماءَ الناس وأموالَهم وأعراضَهم، وليس ثمة في الدنيا سوى [.....]، لا يعرفون سوى السُّكر، والحرام واللواط والزنى والسلاح، وليس ثَمَّةَ صلاةٌ ولا قيام.
نفوسٌ مبهمة، وأبدانٌ على أكلِ الحرام نَهِمَة، وقصدُه بالمعاصي أن يقيم غيره له أكل الدجاجة والوزة، وشربُ الرَّاح بالأقداح، ومعاشرة الوجوه الصِّباح، من أول الليل إلى الصَّباح.
وأما جماعةُ التجار، فكذَبَةٌ فَجَّار، أكثرُهم تعاطى بالربا والعِينَة، ويترك بفلسٍ آخرتَه ودينَه، ويمنع الزكاة، ويوثق على الدرهم، بخيلٌ بمالهِ، شحيحٌ بحرامه وحلاله، فلا تَفُضَّ منهم يديك، ولا تطلبْ منهم، فاجتنب [أن] يصير من يحبك منهم عليك.
وأما مقدِّمة البلاد، فلا كَثَّرَ الله منهم في العباد، جمعوا المناجيس والخنازير، وقطعوا الطريق، وأخذوا الخليق، وظلموا الفلاحين والفقراء، ونكلوا بلاد الأستاذين والأمراء، وضربوا المساكين ضررًا، فكَمْ لَكْمةٍ، وكم ضربةً! كم تعريصةٍ، وزوج القحبة! وهذا شأنهم هم وأعوانهم، لا كَثَّر الله منهم، ولا رضي عنهم.
وأما الزُّعْر، فقد أصاب الخلقَ منهم الذُّعْر، كلُّ عِلْقٍ وابن قَحْبَة قد أخذ السيفَ والجحفةَ، والقوسَ والنشابَ، والزندَ والحربة، وتجمَّع منهم على الخمر [....] عُصبة، فقتلوا وسرقوا، وأخذوا أموالَ الناس سرًا وجهرًا، وقهروهم أخذًاوقَسْرًا، فلا دينَ ولا إيمان، ولا خيرَ ولا إحسان.