معاويةَ بعثَ إلى ابن عمرَ مَائةَ ألف، فما حالَ الحولُ وعنده منها شيء (?).
وبه إلى أبي نعيمٍ: ثنا الحسنُ بن محمدٍ: ثنا إسماعيلُ بن إسحاقَ: ثنا سليمانُ بن حربٍ: ثنا أبو هلالٍ: ثنا أيوبُ بن وائلٍ، قالَ: قدمتُ المدينة، فأخبرني رجلٌ جارٌ لابن عمرَ: أنه أتى ابن عمرَ أربعةُ اَلافٍ من قِبل معاويةَ، وأربعةُ اَلافٍ من قِبَلِ آخرَ، وألفانِ من قبل آخر، وقطيفةٌ فجاء إلى السوق يريد عَلَفًا لراحلته بدرهمٍ نسيئةً، فقد عرفتُ الذي جاءه، فأتيتُ سُرِّيته فقلت: إني أريد أن أسألكِ عن شيء، وأحبُّ أن تَصْدُقيني.
فقلتُ: أليس قد أتت أبا عبد الرحمن أربعةُ آلاف من قِبل معاوية، وأربعةُ آلاف من قِبل إنسان آخر، وألفان من قِبل آخرَ، وقطيفة؟
قالت: بلى.
قلت: فإني رأيتُه يطلب عَلَفًا بدرهمٍ نسيئةً.
قالت: ما بات حتى فَرَّقها، فأخذَ القطيفةَ فألقاها على ظهره، ثم ذهبَ فوجَّهها، ثم جاء.
فقلت: يا معشر التجار! ما تصنعون بالدنيا، وابن عمر أتته البارحة عشرةُ آلاف درهم، فأصبح اليوم يطلب لراحلته عَلَفًا بدرهم نسيئة (?)؟!