أخبرنا أبو حفصٍ المقرئُ: أنا الإمامُ أبو الحسنِ: أنا المحبوبيُّ: أنا ابنةُ علوانَ: أنا أبو محمدٍ المقدسيُّ: أنا ابن المهتدي: أنا أبو طالبٍ اليوسفيُّ: أنا ابن المذهبِ: أنا أحمدُ بن جعفرٍ: ثنا عبد الله ابن أحمد: ثنا أبي: ثنا الوليدُ بن مسلم: ثنا صفوانُ بن عمرٍو: حدثني عبد الرحمن بن جُبيرِ بن نُفيرٍ، عن أبيه، قال الوليد: وثنا ثورٌ، عن خالدِ بن معدانَ، عن جُبيرِ بن نُفيرٍ، قال: لما فُتحت قبرسُ، فُرِّقَ بينَ أهلِها، فبكى بعضُهم إلى بعض، ورأيتُ أبا الدرداء جالسًا وحَده يبكي، فقلت: يا أبا الدرداء! ما يُبكيك في يومٍ أعزَّ الله فيه الإِسلامَ وأهلهَ؟ قال: ويحكَ يا جبير!، ما أهونَ الخلقَ على الله إذا هم تركوا أمره! بينا هي أمة قاهرة ظاهرة لهم الملك، تركوا أمر الله، فصاروا إلى ما ترى (?).
وبه إلى الإِمام أحمدَ: ثنا معمرُ بن سليمانَ: ثنا قرابُ بن سليمانَ: أن أبا الدرداء كان يقول: ويلٌ لكلِّ جَمَّاعٍ فاغرٍ فاه كأنه مجنون، يرى ما عند الناس، ولا يرى ما عنده، لو يستطيع، لوصلَ الليلَ بالنهار، ويلَه من حساب غليظ، وعذاب شديد (?).
وبه إلى الحافظِ أبي نعيمٍ: ثنا أبي: ثنا أحمدُ بن محمدٍ: ثنا الربيعُ بن تغلبَ: ثنا فرجُ بن فضالةَ، عن لقمانَ بن عامرٍ، عن أبي الدرداءِ، قال: إياكم ودعوةَ المظلومِ، ودعوةَ اليتيم؛ فإنهما تسريانِ بالليلِ والناسُ نيامٌ (?).