مبادرة أولياء الله إلى حق الله من غير تسويف

غنمٍ: أنه سمعَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إِنَّ مِنْ خِيَارِ أُمَّتِي- فِيمَا نبَّأنِي المَلأُ الأعلَي، في الدَّرَجَاتِ العُلا - قَوْماً يَضْحَكُونَ جَهْراً مِنْ سَعَةِ رَحْمَةِ ربّهِم، وَيَبْكُونَ سِرّاً مِنْ خَوْفَ شِدَّةِ عَذَابِ رَبِّهِمْ، يَذْكُرُونَ رَبَّهُمْ بِالغَدَاةِ وَالعَشِيِّ في بُيُوتهِ الطَّيِّبة، وَيَدَعُونَهُ بِألسِنَتِهم رَغَباً وَرهباً، وَيَسْأْلُونَهُ بِأَيْدِيهِم خَفْضاً وَرَفْعاً، ويشتاقون إليه بقلوبهم عَوْداً وبَدْءاً، مَؤُونَتهُم على الناس خفيفة، وعلى أنفسِهم ثقيلة، يَدِبُّون في الأرض حفاةً على أقدامهم دبيبَ النملِ بغيرِ مَرَع ولا بَذْخٍ ولا مُثْلَةٍ، يمشون بالسكينة، ويتقربون بالوسيلة، يلْبَسون الخُلْقان، ويَتْبعون البرهان، ويتلون الفرقان، ويقربون القربان، عليهم من الله شهود حاضرة، وأعين حافظة، ونعمٌ ظاهرة، يتوسمون العباد، ويتفكرون في البلاد، أجسادُهم في الأرض، وأعيثُهم في السماء، أقدامُهم في الأرض، وقلوبهم في السماء، أنفسُهم في الأرض، وأفئدتهم عند العرش، أرواحُهم في الدنيا، وعقولُهم في الآخرة، ليس لهم همّ إلا ما أمامهم، فنورُهم ومقامهم عند ربهم، ثم تلا هذه الآية: {ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ} [إبراهيم: 14].

* يبادرون إلى حقِّ الله من غير تسويفٍ، ويوفون الطاعةَ من غير تطفيف (?).

أخبرنا جماعةٌ من شيوخنا: أنا ابن المحبِّ: أنا القاضي سليمانُ: أنا الحافظُ ضياءُ الدينِ: أخبرتنا فاطمةُ بنتُ سعدِ الخيرِ: أخبرتنا فاطمةُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015