لَعَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، لا يَخَافُونَ إِذَا خَافَ النَّاسُ، وَلا يَحْزَنُونَ إِذَا حَزِنَ النَّاسُ". ثم قرأ: ({أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [يونس: 62] (?).
فلا يخافون في الدنيا مع إيمانهم أن الله معهم، كما قال -عليه السلام- لأبي بكر وهما في الغار: {لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: 40].
وليس عليهم خوف في البرزخ مع إيمانهم؛ فإنَّ أنعمَ الناس أجساداً قومٌ سكنوا التراب، وأَمِنوا من العذاب.
وليس عليهم خوفٌ يوم القيامة، بل هم في المنازل الثلاثة آمنون.
وليس عليهم حزنٌ في الأحوال الثلاثة؛ لا في الدنيا، فإنهم قد رضوا بما قدَّر الله لهم، ولا في البرزخ، ولا في الآخرة.
* من سعادتهم على مولاهم: أن جعل مَنْ أحبَّهم منهم، كما قال -عليه السلام- لمن سأله عن الرجل يحبُّ القومَ ولمْ يلحقْ بهم؛ يعني: في العمل، قال: "هُوُ مِنْهُمْ"، وفي رواية: "هُوَ مَعَهمْ" (?).
* ومن سعادتهم وكلرامتهم على مولاهم: أنهم يُذْكَرون بذكره، ويُذْكَر بذكرهم، كما أخبرنا جماعةٌ من شيوخنا: أنا ابن المحبِّ: أخبرتنا زينبُ بنتُ الكمال: أنا محمدُ بن أبي زيدٍ: أنا محمودٌ الصيرفيُّ: أنا ابن فاذشاه: أنا سليمانُ بن أحمدَ: ثنا أحمدُ بن عليٍّ الأبارُ: ثنا الهيثمُ بن خارجةَ: ثنا رشدينُ بن سعدٍ، عن عبد الله بن