وفي هذا ألَّفَ الإمامُ يوسفُ بنُ عبدِ الهادي كتابَه اللطيف: "صَبُّ الخُمولِ على مَنْ وصل أذاه إلى الصالحين مِنْ أولياء الله"، ذاكراً خِصَالهم وصِفَاتِهم، محذَراً فيه مِنَ الوقيعة فيهم بقولٍ أو فعل، وأوردَ فيه من قصصِ الصالحينَ والأولياءِ وحكاياتِهم مما يُسَرِّي عن كثيرٍ من أهل الخير والصلاح، ومعرِّفاً فيه ما أوجبَ لهم الفَضْلَ والفلاح، ونَثرً فيه حكاياتِ مَنْ تَعَرَّضَ للصالحين بالأذى والظُلم، وكيف أخملَ اللهُ ذِكْرهُم، وأمَاتَ صِيْتَهم، وقَطَع نَسْلَهم.
إذا رأيتَ ذَوي بَغْي فَقُلْ لهم ... ستندمونَ وحَاذِرْ أَنْ تُساكِنَهم
فمِثْلُهم في الوَرى كانُوا جَبابرةً ... (فأصبحوا لا يُرى إلا مساكنهم)
* * *
هذا وقد تمَّ -بفضل الله تعالى- الوقوفُ على النسخةِ الخطية الفريدة لهذا الكتاب، وهي النسخةُ المحفوظةُ بدار الكتب الظاهرية بدمشق تحت رقم (1141)، وهي بخطِّ المؤلف المعروف بغرابة الشكل، وصعوبة القراءة، وقلَّة الإعجام، وتقع في (83) لوحة.
* * *
* هذا وقد تمَّ تحقيق هذا الكتاب وفق الخطة الآتية:
1 - نسخُ الأصلِ المخطوط اعتماداً على النسخة الخطية المُشار إليها، وذلك بحسب رسم وقواعد الإملاء الحديثة.