تصدى الفكون للإقراء والتدريس منذ صغره. وتخرج عليه عدد كبير من التلاميذ، سيما في علم النحو وتوابعه. وكان مقر التدريس هو المسجد والدار والزاوية. ولم يتوقف عن التدريس حتى عندما أصيب بمرض لازمه سنوات.
فنحن نعلم أنه كان يقرىء الطلبة الذين يأتون إلى داره أو إلى الجامع أو حتى إلى زاويتهم (أو مدرستهم). كما كان يكثر من القراءة والحفظ والتحقق من المسائل العلمية. والغريب في الأمر أننا نجد معظم كتبه قد ألفها حين كان المرض ملازما له وإن لم يكن بنفس الحدة التي بدأه بها. يخبر الفكون أن بعض الطلبة جاءه للقراءة عليه سنة 1028 فوجده ما يزال غير قادر على التدريس. فاعتذر إليه بعدم الاستطاعة، ومع ذلك لازمه هذا الطالب حوالي نصف سنة.
وهذا يقودنا إلى الحديث عن تلاميذ الفكون، وهم كثر. وكان