المصححة، والمهم الآن أن الحاج التادلي أخبرنا بوقت ومكان نسخته وحالتها، فقال: (ووافق الفراغ منه، كما وجد من التصحيف والتحريف في بعض مواضعه، في مدينة تطرابلس (كذا) سنة رجوعنا من حجة الفريضة. يوم الأحد سابع وعشرين رمضان عام 1178 (هكذا بالرقم ثمانية) تسعة (هكذا) وسبعين بعد المائة والألف، على يد كاتبه لنفسه ولمن شاء الله بعده، محمد بن عبد الرحمن الحسني نسبا التادلي دارا ومنشأ) (?).

وقد استعمل الحاج التادلي العبارات التقليدية المحفوظة في وصف صاحب (محدد السنان) فقال في بداية النسخة بعد البسملة والتصلية: (قال الشيخ الإمام العالم العلامة الورع الحافظ الفاضل العارف الرباني، الفرد الصمداني، البركة سيدي عبد الكريم الفكون رحمه الله تعالى ورضي عنه). ونحن لا ندري من أين جاء الحاج التادلي بهذه الأوصاف للفكون الذي عرفناه إماما وعالما وعلامة بالفعل، وورعا وحافظا وفاضلا بالواقع، ولكننا لم نعرفه عارفا ربانيا ولا فردا صمدانيا ولا بركة، ذلك أن هذه عبارات معروفة عند الصوفية الغارقين في التصوف الذي أنكره الفكون نفسه. فهل كان الحاج التادلي قد اطلع على أمور من حياة الفكون لم نطلع عليها أو أنه كان ينقل عن العياشي والثعالبي اللذين أخبرا معا أن الفكون قد (تحول) من العلم إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015