- توجيه قول حذيفة (ولو مت مت على غير الفطرة التي فطر الله محمدا - صلى الله عليه وسلم -)

بذلك من لزوم الذكر ما للعمدة. ومنه قوله تعالى {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ} (?).

فلولا "على غير الفطرة" (?) و "لأنفسكم" لم يكن للكلام فائدة.

******

- إخلاء جواب "لو" المثبت من اللام

وفيه أيضا شاهد على إخلاء جواب "لو" المثبت من اللام. وهو مما يخفي (?) على أكثر الناس مع أنه في مواضع من كتاْب الله تعالى، نحو {لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ} (?) و {أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ} (?) و {أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ} (?).

******

وفي قوله "على غير الفطرة التي فطر الله محمداً - صلى الله عليه وسلم -، وجهان.

أحدهما- أن يكون الأصل: على غير الفطرة التي فطرها، والضمير ضمير الفطرهّ، ومنصوب نصب المصدرٍ، ثم حذف لكونه متصلًا منصوبا بفعل، كما تقول: عرفت العطية التي أعطيتها زيدا والملامة التي لمتها عمرًا، ثم تحذف فتقول: عرفت العطية [31و] التي أعطيت زيدًا (?) والملامة التي لمت عمرًا.

والثاني- أن يكون الأصل: على غير الفطرة التي فطر الله عليها، ثم حذفت "على" والمجرور بها لتقدم مثلها قبل الموصول.

وفيه ضعف لعدم مباشرتها إياه، وعدم تعلقها بمثل ما تعلقت به في الصلة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015