ومنها قول خباب رضي الله عنه (فلم يترك إلا نَمِرة، كنا إذا غطينا بها رأسه خرجت رجلاه، وإذا غطي رجليه بدأ رأسه) (?).
وفي حديث آخر (مُر بجنازة فاثني عليها خيرًا) (?).
قلت: المشهور (وإذا غطينا رجليه خرج رأسه) (?) ولا إشكال فيه. وفي بعض النسخ المعتمد عليها (?) (وإذا غطىِ رجليه) - وفيه إشكالا ظاهر؛ لأن "غطي" يقتضي مرفوعًا. ولم يذكر بعده غير "رجليه". فكان حقه الرفع.
والوجه في نصبه:
أن يكون "غُطي" مسندًا إلى ضمير النمرة على تأويل "كفن " وتضمين "غطي" معنى "كسي".
أو إلى ضمير الميت. وتقدير "على" جارة ل "رجليه".
أو إلى ما دل عليه" غُطي " من المصدر، فإن نيابةَ المصدر عن الفاعل مع وجود المفعول به جائزة عندي وعند الأخفش والكوفيين. لكن بشرط أن يلفظ به مخصصا، أو يُنوى ويدل على تخصيصه قرينة. وقرينهّ التخصيص هنا موجودة، وهي وصف الراوي النمرة بعدم الشمّول والافتقار إلى جذبها (?) من علو وسفل. فحصل بذلك للتغطية (?) تخصيض.