وفي "لنْ تُرَعْ لن تُرَعْ" إشكال ظاهر؛ لأن "لن" يجب انتصاب الفعل بها. وقد وليها في هذا الكلام بصورة المجزوم. والوجه فيه أن يكون سكن عين" تراعْ" الموقف، ثم شبهه بسكون الجزم (?) فحذف الألف قبله كما تحذف قبل سكون المجزوم (?)، ثم أجرى الوصل مجرى الوقف.
ومن حذف الساكن لسكون ما بعده وقفًا قول الراجز (?):
179 - أقبل سيل جاءَ من عندِ الله ... يحردُ حردَ الجنةِ (?) المغله
ويجوز أن يكون السكون سكون جزم على لغة من يجزمْ ب "لن" وهى لغة سماها الكسائي.
*****
وشذَ ثبوث الالف في "بما أهللتَ"و " لا يبالي المرءُ بما أخذَ المال" و "إني عرف (?) مما عوده", لأنا "ما" في المواضع الثلاثة استفهامية مجرورة، فحقها إن حذف ألفها فرقًا بينها وبين الموصولة.
هذا هو الكثير، نحو {لِمَ تَلْبِسُونَ} (?) و {بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ} (?) و {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا} (?) ونظير ثبوت الألف في الأحاديث المذكورة ثبوتها في {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} (?)