ومنها قول النبي - صلى الله عليه وسلم - (أُوحي أليّ أنكم تُفتنون في قبوركم مثلَ أو قريبًا من فتنة الدجال). ويروى "أو قريبَ" بلا تنوين (?).
قلت: الرواية المشهورة "مثلَ أو قريبًا". وأصله: مثل فتنة الدجال أو قريبًا من فتنة الدجال، فحذف ما كان "مثل" مضافًا إليه، وترك هو على الهيئة التي كان عليها قبل الحذف، وجاز الحذف لدلالة ما بعد المحذوف عليه، وصلح للدلالة من أجل مماثلته له (?) لفظًا ومعنى. والمعتاد في صحة هذا الحذف أن يكون مع إضافتين، كقول الشاعر (?):
114 - أمامَ وخلف المرء من لطف ربه ... كوالى تزوي عنه ما هو يحذر (?)
[16ظ]، ومن وروده بإضافة واحدة كالوارد في الحديث قول الراجز (?):
115 - مَهْ عاذلي فهائمًا لن أبرحا ... بمثل أو أحسنَ من شمس الضحَى
أراد: بمثل شمس الضحى أو أحسن من شمس الضحى.
والوجه في رواية من روى "أو (?) قريب" بلا تنوين أن يكون أراد: تفتنون مثل فتنة الدجال أو قريب الشبه من فتنة الدجال، فحذف الضاف إليه "قريب" وبقي هو على الهيئة (?) التي كان عليها قبل الحذف (?).