بِالْأَبْصَارِ} (?).
ولا يمنع عدم وقوعه في القرآنْ مقرونًا ب "أن" من استعماله قياسًا لولم يرد به (?) سماع لأن السبب المانع من اقتران الخبرب "أن" في بماب المقاربة هو دلالهْ الفعل على الشروع، ك" طفق" و" جعل". فإن" أن" تقتضي الاستقبال، وفعل الشروع يقتضي الحال، فتنافيا.
وما لا يدل على الشروع ك "عسَى" و"أوشك" و"كرب" و "كاد" فمقتضاه مستقبل، فاقتران خبره ب" أن" مؤكد لمقتضاه، فإنها تقتضي الاستقبال.
وذلك مطلوب، فمانعه مغلوب.
فإذا انضم إلى هذا التعليل استعمال فصيح ونقل صحيح، كما في الأحاديث المذكورة، تأكد الدليل، ولم يوجد لمخالفته سبيل.
وقد اجتمع الوجهان في قول عمر رضي الله عنه "ما كدت أن أصلِي العصر حتى كادت الشمس تغرب"، وفي قول النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما رويته بالسند المتصل (كاد الحسد يغلب القدر، وكاد الفقر أن يكون كفرًا) (?).
ومن الشواهد الشعرية في هذه المسألة قول الشاعر (?):
112 - أبيتم قبول السلم منا فكدتم ... لدى الحرب أن تغنوا السيوف عن السل
وهذا الاستعمال مع كونه في شعر ليس بضرورة، لتمكن مستعمله من أن يقول:
أبيتم قبول السلم منا فكدتم ... لدى الحرب تغنون السيوف عن السل