ومن دلائل إصابتهم قوله تعالى {وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ} (?) والأصل: بالذي أنزل الينا وبالذي (?) أنزل اليكم؛ لأن الذي أنزل الينا ليس هو الذي أنزل إلى من قبلنا ,ولذلك أعيدت "ما" بعد "ما" في قوله تعالى [12ظ]، {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ} (?).

ومن حذف الموصول مستغنى عنه بصلته قول حسان رضي الله عنه (?):

91 - أمن يهجو رسول الله منكم ... ويمدحه وينصره سواء

يريد: أمن يهجو رسول الله منكم أيها المشركون ومن يمدحه منا وينصره سواء. ومثل قول حسان قول الأخرْ (?):

92 - ما الذي دأبه احتياط وحزم ... وهواه أطاع يستويان

يريد: ما الذي دأبه احتياط وحزم، والذي هواه أطاع يستويان.

وأحسن ما يستدل بهٍ على هذا الحكم قوله - صلى الله عليه وسلم -: (مثل المهجر كالذي يهدي

بدنة، ثم كالذي يهدي بقرة، ثم كبشًا، ثم دجاجة، ثم بيضة) (?). فإن فيه حذف الموصول وأكثر (?) الصلة ثلاث مرات؛ لأن التقدير: ثم كالذي يهدي كبشا، ثم كالذي يهدى دجاجهْ، ثم كالذي يهدى بيضة.

وإذا حذف الموصول وأكثرالصلة، فإن يحذف (?) الموصول وتبقى الصلة بكمالها أحق بالجواز وأولى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015