ومنها قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (ما أحب أنه يحول لي ذهبا) (?).

19 - استعمال "حول" بمعنى "صير"

قلت: تضمن هذا الحديث استعمال (حول) بمعنى "صير"، وعاملة عملها.

وهو استعمال صحيح خفى على أكثر النحويين.

والموضع الذي يليق (?) أن يذكر فيه باب "ظن" وأخواتها. لأنها تقتضي مفعولين هما في الأصل مبتدأ وخبر.

وقد جاءت في هذا الحديث مبنية لما لم يسم فاعله، فرفعت أول المفعولين، وهو ضمير عائد إلى"أحد" ونصبت (?) ثانيهما، وهو "الذهب" فصارت ببنائها لما لم يسم فاعله جارية مجري "صار" في رفع ما كان مبتدأ ونصب ما كان خبرًا، وهكذا حكم "ظن" وأخواتها.

وكذا حكم ما صيغ منها على صيغة مطاوعةٍ، كارتد وتحول، فانه بزيادة التاء تجدد له حذف ما كان فاعلًا، وجعل أول المفعولين فاعلًا، وجعل ثانيهما خبرًا منصوبًا، كما تجدد مثل ذلك فيٍ "حول" إذا بني لما لم (?) يسم فاعله، كقولك في (?) "حول الله طائفة من اليهود قردة": تحولت (?) طائفة من اليهود قردة (?)، و: حولت طائفة من اليهود قردة (?).

ف "حَول" جارٍ مجرى"صير" في نصب مفعولين هما في الأصل مبتدأ وخبر. و " تحول"و"حُول" جاريان مجرى" صار" في رفع المبتدأ ونصب الخبر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015