ومنها قول النبي - صلى الله عليه وسلم - (يا عائشة، لولا قومُك حديثو عهد بكفر لنقضت (?) الكعبة فجعلت لها بابين) (?) ويروى ( ... حديث عهدُهم بكفر (?).
قلت: تضمن هذا الحديث ثبوت خبر المبتدأ بعد "لولا" أعنى قوله "لولا قومُك حديثو عهد بكفر". وهو مما خفي على النحويين إلا الرماني و [ابن] (?) الشجرى.
وقد يُسرت لي في هذه المسألة زيادة على ما ذكراه، فأقول وبالله أستعين (?).
إن المبتدأ المذكور بعد "لولا" على ثلاثة أضرب:
مخبر عنه بكون غيرمقيد.
ومخبرعنه بكون مقيد لا يدرك معناه عند حذفه (?).
ومخبر عنه بكون مقيد يدرك معناه عند حذفه.
فالأول، نحو: لولا زيد لزارنا عمرو. فمثل هذا يلزم حذف خبره؛ لأن المعنى: لولا زيد على كل حال من أحواله لزارنا عمرو، فلم تكن حال من أحواله أولى بالذكر من غيرها. فلزم الحذف لذلك. ولما في الجملة من ألاستطالة المحوجة الي (?) الاختصار.
الثاني -وهو المخبر عنه بكون مقيد، ولا يدرك معناه إلا بذكره، نحو: لولا زيد غائب لم أزرك، فخبر هذا النوع واجب الثبوت؛ لأن معناه يجهل عند حذفه.
ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - "لولا قومك حديثو عهد بكفر" أو (حديث عهدهم بكفر".