ومنها قول [رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن] (?) أبي هريرة رضي الله عنه (فلما قدم جاءه بالألف دينار) (?).
قلت: في وقوع "دينار" بعد "الألف " ثلاثة أوجه:
أحدها، وهو أجودها، أن يكون أراد: بالألف ألف دينار، على إبدال"ألف" المضاف من المعرف بالألف واللام، ثم حذف المضاف، وهو البدل, لدلالة المبدل منه عليه، وأبقَى المضاف إليه على ما كان عليه من الجزء كما حذف المعطوف المضاف وترك المضاف إليه على ما كان عليه قبل الحذف في نحو (ما كل سوداء تمرة ولا بيضاءَ شحمةَ) (?).
وفي باب الاستعانة باليد في الصلاة (ثم قام فقرأ العشر آيات) (?) يحمل أيضاً على أن المراد: فقرأ العشر عشرآيات، على البدل، ثم حذف البدل وبقي ما كان مضافًا إليه مجرورا.
ومن حذف البدل المضاف لدلالة المبدل منه عليه ما جاء (?) في "جامع المسانيد" (?) من قول النبي - صلى الله عليه وسلم - (خير الخيل الأدهم الأقرح الأرثم المحجلُ ثلاث).
أي: المحجلُ (?) محجلُ ثلاث. وهذا أجود من أن يكون على تقدير: المحجل في ثلاث.