ومنها قول عبد الله بن بسْر (إن كنا فرغنا في هذه الساعة) (?).
وقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (وأيم الله لقد كان خليقًا للامارة، وإن كان من أحب الناس إليّ) (?).
وقول معاوية (إن كان من أصدق هؤلاء) (?). يعني كعب الأحبار.
وقول نافع (كان ابن عمر يعطي عن الصغير والكبير (?) حتى إن كان يُعطي عن بني) (?).
قلت: تضمنت هذه الأحاديث استعمالًا "إن" المخففة المتروكة العمل عاريًا ما بعدها من اللام الفارقة لعدم الحاجة إليها.
وذلك لأنه إذا خففت "إن" (?) صار لفظها كلفظ "إن" النافية، فيخاف التباس الاثبات بالنفي عند ترك العمل، فالزموا تالي ما بعد المخففة اللام المؤكدّة مميزة لها (?).
ولا يحتاج إلى ذلك إلا في موضع صالح للنفي والاثبات، نحو: إن علمتك لفاضلًا، فاللام هنا لازمة، إذ لو حذفت- مع كون العمل متروكًا وصلاحية الموضع للنفي- لم يتيقن (?) الاثبات، فلو لم يصلح الموضع للنفي جاز ثبوت اللام وحذفها.
فمن الحذف "إن كنا فرغنا في هذه الساعة" و (إن كان من أحب الناس الى) و "إن كان من أصدق هؤلاء" و "إن كان يعطىِ عن بين".
ومنه قول عائشة رضي الله عنها (إنْ كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحب التيمن) وقول عامر بن ربيعة (إنْ كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبعثنا ومالنا طعام إلا السلْف من التمر).