وهذا من الاستدلال بالمتقدم على المتأخر، وهو في غير الاضافة كثير (?) كقوله تعالى {وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ} (?).
والأصل: والحافظات فروجهنَ، والذاكرات الله كثيرًا.
الوجه الثاني- أن تكون الاضافة غير مقصودة، وترك تنوين "ثمان" لمشابهته "جواريَ" لفظًا ومعنى.
أما اللفظ (?) فظاهر.
وأما المعنى فلأن "ثمانيا" وإن لم يكن له [8و]، واحد من لفظه، فإن مدلوله جمع (?).
وقد اعتبر مجرد الشبه اللفظي في "سراويل" فأجري مجرى "سرابيل" فلا يستبعد اجراء "ثمانٍ" مجرى "جوارٍ". ومن اجرائه مجراه قول الشاعر:
61 - يحدو ثمانيَ مولعًا بلَقاحها ...... (?)
الوجه الثالث- أن يكون في اللفظ" ثمانيا" بالنصب والتنوين، إلا (?) أنه كتب على اللغة الربعية (?)، فانهم يقفون على المنون المنصوب بالسكون، فلا يحتاج الكاتب على لغتهم إلى ألف؛ لأن من أثبتها في الكتابة لم يراع إلا جانب الوقف، فإذا كان يحذفها في الوقف كما يحذفها في الوصل لزمه أن يحذفها خَطًا.
وقد تقدم الكلام على هذا بأكمل بيان (?).