يجب أن يقدم إلى العرب منذ عصور قديمة، فالألمان يدينون للعرب بالشيء الكثير وليست اللغة الألمانية بمستثناة. . .».

فإذا كانت العربية لم تهن على بعض العلماء الأحرار في ألمانيا فأبناء العروبة أسبق إلى رد حق العرب المسلوب إليهم ولا سيما أن نفرًا من الحانقين من الأوربيين ضلوا وحاولوا أن يضلوا الآخرين. فمثلا يحلو للدكتور طه حسين أن يتحدث عن اليهود واليهودية إذا ما عرض للغة العربية وأدبها. ويحلو له الحديث عن اليونان إذا ما تعرض للحضارة العربية الإسلامية، وقد تكررت منه هذه النغمة وذكرها أكثر من مرة ولم يسكت إلا بعد أن تغيرت الأوضاع في العالم العربي. ففي الجامعة المصرية كان يحلو له التشدق بهذا الرأي فيها يلقيه على مستمعيه من محاضرات، وقد سجلت له صحيفة الجامعة المصرية في عددها الأول من سنّها الثالثة عام 1925 محاضرة هي حلقة من سلسلة محاضراته تحدث فيها عن اليهود وما لهم من أثر فعال لا في الحياة العربية فقط بل في الحياة الأدبية أيضًا، ويستطرد فيقول: «وبعد ذلك كله يمكننا أن نخلص إلى ثلاث نتائج خطيرة من أثر اليهود:

1 - أن اليهود أثروا في الأدب العربي أثرا كبيرا جنى على ظهوره ما كان بين العرب واليهود.

2 - أن اليهود قالوا كثيرًا من الشعر في الدين وهجاء العرب وقد أضاعه مؤلفو العرب.

3 - أن اليهود انتحلوا شعرًا لإثبات سابقتهم في الجاهلية على لسان شعرائهم وشعراء العرب».

وانتقلت الجامعة الأهلية إلى الدولة وانتقل معها الدكتور طه فأخذ يكرر نفس الآراء ويدعو لها، وأبى إلا أن يذيع دعواه خارج الجامعة فأصدر «في الشعر الجاهلي»، ولما صادرته الدولة عام 1926 أعاد نشره مهذبًا بعض التهذيب تحت عنوان: «في الأدب الجاهلي» عام 1927.

وفي تلك الفترة أعد الصهيوني إسرائيل ولفنسون (المشرف على البعوث

طور بواسطة نورين ميديا © 2015