أصحابه: وأنت؟ فقال: «نعم كنت أرعاها على قراريط لأهل مكّة» (?) .
قوله صلى الله عليه وسلم: «ما بعث الله نبيّا إلا رعى الغنم» .
قال الإمام النووي: (والحكمة في رعاية الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم للغنم؛ ليأخذوا أنفسهم بالتواضع وتصفى قلوبهم بالخلوة ويترقوا بالنصيحة إلى سياسة أممهم بالهداية والشفقة) (?) .
بيان أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بلغ المنتهى في التواضع، قال الإمام ابن حجر- رحمه الله-: (وفي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لذلك بعد أن علم كونه أكرم الخلق على الله ما كان عليه صلى الله عليه وسلم من عظيم التواضع لربه والتصريح بمنته عليه وعلى إخوانه من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر الأنبياء) (?) .
في الحديث دليل على أن الله عز وجل يتكفل الأنبياء بالرعاية والحفظ والتربية الربانية من قبل بعثتهم، وهذا دليل على شرفهم وعلو منزلتهم وعظيم الأمانة التي حملها الله لهم.
عن ابن عمر قال: قام النّبيّ صلى الله عليه وسلم في النّاس فأثنى على الله بما هو أهله ثمّ ذكر الدّجّال فقال: «إنّي أنذركموه، وما من نبيّ إلّا قد أنذره قومه، لقد أنذره نوح قومه، ولكن سأقول لكم فيه قولا لم يقله نبيّ لقومه: تعلمون أنّه أعور وأنّ الله ليس بأعور» . (?) .
الشاهد في الحديث:
قوله صلى الله عليه وسلم: «وما من نبي إلا قد أنذره قومه، لقد أنذره نوح قومه» فهذا دليل أن التحذير من الدجال من الصفات المشتركة بين الأنبياء عليهم جميعا الصلاة والسلام.