حسن المعاشرة أن يأذن الرجل لامرأته إذا استأذنته للذهاب لأبويها، خاصة إذا كان ذلك في حال المرض أو لمصلحة أخرى، كما هو الحاصل في القصة التي معنه، كل كذلك استفدناه من قول عائشة رضي الله عنها: (فقلت: ائذن لي، ثم قولها فأذن لي) .
خاصة إذا كانت حديثة السن، وما يجب أن تكون عليه البنت مع أبيها، من حشمة وحياء في الكلام ولو كانت متزوجة حيث ذهبت عائشة لبيت أبويها، وحدثت أمها فقط بما يقول الناس، ولم تفاتح أباها، قالت رضي الله عنها: (فأتيت أبوي فقلت لأمي ... ) ، وفيه أيضا: أن لفظ الأبوين يطلق ويراد به الأب والأم، من باب التغليب، كما تقول العرب على الشمس والقمر: القمران، وهذا كثير في الكتاب والسنة.
رضي الله عنها وذلك في قول أم عائشة: (لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا أكثرن عليها) .
والفضيلة العظمى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحبها أكثر من سواها من الناس، هكذا يعلم جميع الصحابة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعلن ذلك عند ما يسأل عن أحب الناس فيجيب إنها عائشة، كما ورد عن عمرو بن العاص رضي الله عنه: أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السّلاسل، فأتيته.
فقلت: أيّ النّاس أحبّ إليك؟ قال: «عائشة» . فقلت: من الرّجال. فقال: «أبوها» .
قلت: ثمّ من؟ قال: «ثمّ عمر بن الخطّاب» ، فعدّ رجالا (?) .
وقت المحن والشدائد، خاصة إذا كان صاحبه من أهل الفضل والخير، ويعلم براءته، لا أن يوغر صدره ويهيج مشاعره، وهذا ما فعلته أم عائشة رضي الله عنها فقد قالت لعائشة: (هوني على نفسك) ، وبررت لها ما يقول الناس بقولها: (لقلما كانت امرأة وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا أكثرن عليها) .
، وسميت الضرة ضرة لأنها تتضرر بالغيرة والقسم لوجود زوجة غيرها، نعلم من ذلك أن الضرر اللاحق بالزوجة من وجود أخرى موجود لا محالة- إلا النذر اليسير- بدليل أن اسمها ضرّة لتضرّرها، والله قد أحل