فيما لا ينفع ولا يجدي، أما سمعت إلى العلماء كيف أجازوا قطع المصلي صلاته، إذا تعدى أحد على ماله ولو كان عودا من أراك (أي سواك) ، لا ثمن له، وكان ذلك لصيانة المال وحفظه.
لقولها: (أذن ليلة بالرحيل) ، وله أن يكلف غيره بأوامره، لقولها: (فقمت حيث آذنوا بالرحيل) .
، لقولها رضي الله عنها (فأقرع بيننا في غزاة) .
خاصة مع أمهات المؤمنين حيث احتمل القوم الهودج، ووضعوه على البعير وهم يظنون أن عائشة رضي الله عنها فيه، حتى إنهم لم يلقوا عليها السلام ولو أنهم قد اعتادوا ذلك لعلموا أن عائشة ليست بداخل الهودج لعدم سماعهم ردّها للسلام.
- أي أغلبهن- كن يقتصدن في الطعام، لذلك كن خفاف الوزن، وهذا يحث عليه الشرع في قوله تعالى: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا [الأعراف: 31] ، وهذا من معجزات القرآن الكريم، لأننا علمنا الآن أن أغلب أمراض العصر من الإسراف في المأكل والمشرب وما يلازمهما من عادات سيئة.
(وكان صفوان بن المعطل السلمي من وراء الجيش) ، أظن أن وجوده من وراء الجيش، لم يكن لحاجة عرضت له كما ذكر الإمام النووي رحمه الله، بل أظن أنه كان من عادة النبي في أسفاره أن يتخلف رجل وراء الجيش، يتفقد المكان بعد صدور القوم، والذي يؤكد هذا المفهوم قولها: (من وراء الجيش) ، يشعر أنه مكلف أن يكون من وراء الجيش، فلم تقل حبسه حابس، أو أنه تخلف لعذر، فإن صح الاستنباط ففيه دليل واضح على حكمة النبي في قيادة الجيش، ونستدل أيضا على حكمته في إدارة الجيش، أنه ما قصد غزوة إلا ورّى بغيرها، كما ثبت في الصحيح.
رغم حداثة سنها، لأنها لما قصدت هودجها ورأت أن القوم قد ارتحلوا لم يحملها جزعها أو خوفها من التصرف المتسرع، فتذهب مثلا تقتفي أثر الجيش فتضل الطريق، بل انتظرت في نفس المكان الذي فقدوها فيه لعلهم يرجعون، وإلى الآن كثير منا لا يجيد هذا التصرف عند تخلفه عن رفقائه في السفر