فعلى عموم المسلمين أن يعلموا أن الرزق والإحياء والموت والنفع والضر والشفاء وغير ذلك لله وحده، ولا يطلبونه من أحد إلا الله- سبحانه وتعالى- فإذا كان هذا هو حال الرسول صلى الله عليه وسلم لا يملك من أمر الرزق شيئا، فمن باب أولى من هو دونه.
أن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها، فهؤلاء لم يخرجوا لعدم الاستطاعة، ومع عدم خروجهم لم يتوجه إليهم اللوم أو العتاب، بل قعد الرسول خلف السرية تطييبا لخاطرهم.
هل الذي يقعد خلف السرية لعذر له أجر أم لا؟ نعم له أجر، لحديث أنس بن مالك رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رجع من غزوة تبوك فدنا من المدينة فقال: «إنّ بالمدينة أقواما ما سرتم مسيرا، ولا قطعتم واديا إلّا كانوا معكم» . قالوا: يا رسول الله: وهم بالمدينة؟! قال: «وهم بالمدينة، حبسهم العذر» (?) . رواه البخاري.
فالمؤمن بالنية الصالحة الخالصة يأخذ أجر القائم الصائم المجاهد في سبيل الله، إذا كان له عذر، والله يعلم الصادق من غيره. وهذا من عظيم فضل الله على هذه الأمة.
يشترط لضمان حصول المجاهد على أجر الجهاد، ثلاثة شروط:
التي لا تشوبها شائبة، مثل الرياء، والسمعة، والحمية قال: «لا يخرجه إلا جهادا في سبيل» .
فهو الذي دفعه للخروج يحتسب الأجر والثواب من الله.
، ويتضمن الإيمان بكل ما جاء به الرسل من أوامر ونواه، والتصديق بما أبلغونا عن أجر وثواب الخروج في سبيل الله، وهذا هو الذي دفعهم للخروج، وهذا ينطبق على جميع الأعمال التي نتقرب بها إلى الله، فيشترط فيها الإخلاص والتصديق والمتابعة والاحتساب؛ لحديث عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنّما الأعمال بالنّيّات، وإنّما لكلّ امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو إلى امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه» (?) .
قوله: «حق على الله» ، أوجبه هو على نفسه، أن يكافئ المجاهد في