الامتناع إليهم عن دخول الجنة مجاز عن الامتناع عن سنته، وهو عصيان الرسول صلى الله عليه وسلم) (?) .
قلت: في الحديث أبلغ رد على من زعم- كذبا- أن اتباع ما جاء في القرآن- دون الأخذ بالسنة- يكفيه ويدخله الجنة.
قال- تعالى-: وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ [النور: 54] .
الشاهد في الآية قوله- تعالى-: وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا. قال الإمام القرطبي- رحمه الله-: (جعل الاهتداء مقرونا بطاعته) (?) ، وقال الحافظ ابن كثير- رحمه الله-:
(ذلك لأنه يدعو إلى صراط مستقيم صِراطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ [الشورى: 35] (?) ، وقال الشيخ السعدي- رحمه الله-: (وإن تطيعوه تهتدوا إلى الصراط المستقيم قولا وعملا، فلا سبيل لكم إلى الهداية إلا بطاعته، وبدون ذلك لا يمكن بل محال) (?) .
بلاغة القرآن الكريم وإعجازه، إذ حددت الآية العظيمة المنهج الذي يجب أن تسير عليه الأمة لتضمن الهداية، كما حددت- بمقتضى مفهوم المخالفة- سبيل الغواية، وذلك في ثلاث كلمات، أداة الشرط وفعله وجوابه.
في الآية أعلى مراتب تزكية النبي صلى الله عليه وسلم لأن الآية أثبتت كمال الهداية للمقتدي وهو الفرع، فكيف يكون حال المقتدى به صلى الله عليه وسلم وهو الأصل.
تفاوت المسلمين تفاوتا بينا في مراتب الهداية، بحسب تفاوتهم في اتباع السنة النبوية- على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم- فبقدر ما يكون عند المسلم من اتباع بقدر ما يكون عنده من الهداية. ويتفرع عليه خطورة تلك الجماعات التي تبتدع في العبادات ما لم يأذن به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
يجب على كل مسلم أن يعتقد اعتقادا جازما لا يخالطه أدنى شك، أن