وهي تختلف عن ساعة الإجابة التي في يوم الجمعة، حيث إنها تتكرر كل ليلة، وليست مرة واحدة في الأسبوع، بالإضافة إلى أن وقتها معلوم بالتحديد وهو الثلث الأخير من الليل، كما يدل الحديث على أن ساعة الإجابة في الليل أطول من ساعة يوم الجمعة حيث جعلها الله من بداية ثلث الليل الآخر إلى طلوع الفجر.
رحمة الله ومنته العظيمة على هذه الأمة ويتبين ذلك من:
1- جعل- سبحانه وتعالى- وقتا معلوما يستجيب فيه لكل من دعاه واستغفره.
2- هو- سبحانه وتعالى- الذي ينادي العباد ويدعوهم إليه، مع أنه هو الغني عنهم من كل وجه، وهم الفقراء إليه في كل أمر، وهل سمعنا ملكا من ملوك الأرض، مهما بلغت تقواه وغناه وفضله يفتح أبوابه كل يوم وينادي رعاياه متحبّبا إليهم ومرغّبا لهم في الإقبال عليه.
3- من أعظم مظاهر رحمته- سبحانه وتعالى- أن جعل النداء لعموم عباده، العاصي منهم والطائع، المدبر منهم والمقبل، وكان المفترض- على حسب عقولنا ومداركنا- أن ينادي في هذه الساعة الفاضلة على خيرة العباد دون سواهم ولكن الرب الكريم الودود الغفور أبى أن يمنعنا فضل ما عنده بسوء ما عندنا، فقضى أن تعم رحمته وبركاته الجميع، أرأيتم ملكا من ملوك الدنيا يدعو من أساء إليه ويعلمه بعفوه عنه إذا هو رجع إليه وانتهى عما سلف؟!
كرمه وجوده وغناه- سبحانه وتعالى- إذ وعد كل من سأله أن يعطيه ورد في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه وفيه: «يا عبادي لو أنّ أوّلكم وآخركم وإنسكم وجنّكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا، يا عبادي: لو أنّ أوّلكم وآخركم وإنسكم وجنّكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كلّ إنسان مسألته ما نقص ذلك ممّا عندي إلّا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر» (?) .
سوء أدب من يقضي مثل هذا الوقت الفضيل في معصية الله- عز وجل-، فكيف يتجرأ عبد أن يعصي الله في وقت ينادي فيه الله- سبحانه وتعالى- على العباد عارضا عليهم التوبة والاستغفار وإجابة الدعاء، كما يؤخذ من الحديث أيضا أن