من الشرب، وقد ذكرت في حديث أنس مع أهل الصفة، أنه يجوز أن يشرب ويأكل المسلم حتى الامتلاء مما يعلم أن فيه البركة.
حرص النبي صلى الله عليه وسلم أن يرى أصحابه رضي الله عنهم فضل الله عز وجل في كل شيء، وأن يوصلهم دائما بخالقهم، وأن يعلموا أن مسبب هذه المعجزات الظاهرات هو الله وحده، لقوله صلى الله عليه وسلم: «البركة من الله» .
عن أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر أخدمه فلمّا قدم النّبيّ صلى الله عليه وسلم راجعا وبدا له أحد قال: هذا جبل يحبّنا (?) .
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: صعد النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلى أحد ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فضربه برجله قال: «اثبت أحد؛ فما عليك إلّا نبيّ أو صدّيق أو شهيدان» (?) .
1- إن كان عجيبا أن يحب النبيّ صلى الله عليه وسلم ما فيه روح مما لا يعقل، كالشجر الذي كان يعرفه ويسلم عليه، وجذع النخلة التي تشتاق إليه صلى الله عليه وسلم وتبكي لفراقه، فالأعجب حقّا، أن يحب النبيّ صلى الله عليه وسلم ما ليس فيه روح ولا عقل، شيء إن نظرت إليه ظننت أنه لا يعقل ولا يسمع ولا يرى، ولكنه في الحقيقة يحب، مما يستدعي أن يكون له إحساس، إنه جبل أحد الذي أحب النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد رجح الإمام ابن حجر- رحمه الله- أن حب النبي صلى الله عليه وسلم لأحد وحب الجبل له هو على حقيقته فقد قال ما نصه: «الحب من الجانبين على حقيقته وظاهره، وقد خاطبه صلى الله عليه وسلم مخاطبة من يعقل فقال لما اضطرب: اسكن أحد» ، وقد نقل- رحمه الله- عن السهيلي سبب حب النبي صلى الله عليه وسلم للجبل ما نصه: «كان صلى الله عليه وسلم يحب الفأل الحسن والاسم الحسن ولا اسم أحسن من اسم مشتق من الأحدية» (?) .