ولو كان في بيته، خاصة إذا اعتاد أن يضع الناس عنده أمانات، ولا يقول: الأصل الإباحة، وليعلم كل مسلم أن أكل الحرام يذهب تقوى القلب، ونضرة الوجه، وهو الذي يرد دعوة المسلم، كما ورد في الحديث الذي رواه مسلم وفيه: (ثمّ ذكر الرّجل يطيل السّفر أشعث أغبر يمدّ يديه إلى السّماء: يا ربّ يا ربّ، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام فأنّى يستجاب لذلك؟) (?) .
، وعدم إساءته في ضيفه، ولذلك رزقه اللبن، فالنبي دعا أبا هريرة لما رأى عليه علامات الجوع، وما كان النبي يعلم أن في البيت شيئا يطعمه ضيفه، قال أبو هريرة: (فوجد لبنا في قدح) ، وهذه تكرمة من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم.
، ويتبين ذلك من:
أ) دعوته أبا هريرة إلى بيته، ولم يحله إلى أحد الصحابة الأغنياء، ليتولى ذلك، ثم دعوته بقية أهل الصفة الفقراء، ليشاركوه الشراب.
ب) شربه من القدح، بعد أن شرب القوم جميعا، ولم يترفع عن ذلك، ولم يجد غضاضة أن يشرب من نفس القدح، ويقول أبو هريرة: (فشرب الفضلة) أي الذي بقي بعد شبع القوم.
تتمثل القولية في قوله صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة: «اقعد فاشرب» فأمره بأدب الشراب والطعام، وهو القعود، أما التربية الفعلية، فقد سمى قبل أن يشرب، فتعلمها أبو هريرة، وحفظها ونقلها للأمة، فكانت التسمية أدبا لها إلى يوم القيامة.
ويتبين ذلك من:
أ- تعوده صلى الله عليه وسلم أن يشاركه أهل الصفة الهدية، مع أنه كان يرسل إليهم كامل الصدقة، ولم يقل: الصدقة لهم، والهدية لي.
ب- أمره أبا هريرة أن يشرب قبله، ويأمره أن يشرب عدة مرات، حتى غاية الشبع.
، حيث حمد الله، بعد أن شرب القوم كلهم، فثناؤه على الله، كان بمناسبة البركة التي جرت على يديه في اللبن، حتى شرب القوم عن آخرهم، وكان من دأبه صلى الله عليه وسلم، أن يرجع الفضل لله، سبحانه وتعالى، ويثني عليه بذلك،