ذكر شيء من أخبار الغلاء والرخص والوباء بمكة المشرفة على ترتيب ذلك في السنين:

فمن ذلك: أنه في سنة ثلاث وسبعين من الهجرة، وقع بمكة غلاء، وأصاب الناس مجاعة شديدة، وبيعت الدجاجة بعشرة دراهم، والمد الذرة بعشرين درهما؛ ذكر ذلك صاحب الكامل1 ولم يبين مقدار المد، والله أعلم بذلك.

ومن ذلك: أنه في سنة إحدى وخمسين ومائتين بلغ الخبز بمكة ثلاث أواق برهم، واللحم رطل بأربعة دراهم، وشربة ماء بثلاثة دراهم؛ ذكر ذلك صاحب الكامل أيضا2.

ومن ذلك: أنه في سنة ستين ومائتين -على ما قال صاحب "الكامل" أيضا- اشتد الغلاء في عامة بلاد الإسلام، فانجلى من أهل مكة الكثير، ورحل عنه عاملها3.

ومن ذلك: أنه في سنة ست وستين ومائتين -على ما قال صاحب "الكامل" أيضا- عم الغلاء سائر بلاد الإسلام من الحجاز، والعراق، والموصل، والجزيرة، والشام، وغير ذلك؛ إلا أنه لم يبلغ الشدة التي بالمدينة4.

ومن ذلك: أنه في سنة ثمان وستين ومائتين -على ما قال صاحب "الكامل" أيضا- صار الخبز بمكة أوقيتين بدرهم، وذكر أن سبب ذلك أن أبا المغيرة المخزومي صار إلى مكة؛ فجمع عاملها جمعا احتمى بهم، فصار أبو المغيرة إلى المشاش -عين مكة- فغورها، وإلى جدة فنهب الطعام وأحرق بيوت أهلها، ثم ذكر ما سبق من سعر الخبز5.

ومن ذلك: أنه في سنة أربعين وأربعمائة -على ما ذكر صاحب "الكامل"- كان الغلاء والوباء عاما في جميع البلاد، بمكة، والعراق، والموصل، والجزيرة، والشام، ومصر، وغيرها من البلاد6.

ومن ذلك: أنه في سنة سبع وأربعين وأربعمائة -على ما قال صاحب "الكامل" أيضا- كان بمكة غلاء شديد، بلغ الخبز عشرة أرطال بدينار مغربي، ثم تعذر وجوده،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015