منها بعد أن أقمنا بها مقاما تتأدى به السنة، ووقع بمنى في ليلة النحر قتل ونهب، وفي ضحى يوم النحر شاع بين الناس بمكة وصول الشريف علي بن مبارك بن رميثة من مصر، وكان يذكر أنه يلي مكة مع أمير الحج، فاضطرب الناس بمكة ومنى، ثم سكنوا لما لم يصح ذلك، وفي آخر هذا اليوم دخل أمير الحج إلى مكة؛ فطاف للإفاضة والوداع، وكان قد قدم للسعي في يوم الصعود، وخرج من فوره إلى منى، وفي يوم النفر الأول اضطرب الناس بمنى، وظنوا أن الفتنة قامت بها، ثم لم يظهر لذلك أثر، ثم رحل الحاج بأجمعهم في اليوم الثاني -أي في يوم النفر الثاني- فلما وصلوا إلى الأبطح؛ أمر أمير الحاج المصري بأن يسلك الحجاج المصريون شعب أذاخر، ويخرجون منه إلى وادي الزاهر؛ ففعلوا ذلك ووصل إليه بالزاهر ما كان أودعه من السلاح بمكة، ولولا مراعاة الشريف حسن في هذه الفتنة للحجيج، لكثر عليهم العويل مع الحزن الطويل، فالله تعالى بقية، ومن الشر يقيه1.

ومنها: أنه في سنة ثلاث عشرة وثمانمائة حج صاحب كاوة الملك المنصور حسن ابن المؤيد سليمان بن الحسن، وتصدق على أعيان أهل الحرم، وزار بعد الحج، وركب البحر من أثناء الطريق إلى بلاد اليمن ليتواصل منها إلى بلاده من عدن2.

ومنها: أنه في سنة ثلاث عشر وثمانمائة أيضا، لم يحج العراقيون من بغداد بمحمل على العادة، وكانوا قد حجوا على هذه الصفة ست سنين متوالية، أولها سنة سبع وثمانمائة3، وآخرها سنة اثنتي عشرة وثمانمائة4، وسبب بطلان الحج في سنة ثلاث عشرة وثمانمائة: أن فيها أو في التركماني5 فقتل السلطان أحمد، وقيل: إنه فقد، واستولى التركماني على بغداد، وقرأ يوسف التركماني5 فقتل السلطان أحمد، وقيل: إنه فقد، واستولى التركماني على بغداد، ولم يقع منهم عناية بتجهيز الحجاج بمحمل على العادة، ودام انقطاع الحجاج العراقيين من بغداد سنتين بعد سنة ثلاث عشرة وثمانمائة، وحج في هذه السنين من عراقي العجم جماعة على الطريق الحسا والقطيف6 بلا محمل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015