قال ابن إسحاق، ثم هلك هاشم بن عبد مناف بغزة من أرض الشام تاجرا؛ فولي السقاية والرفادة من بعد المطلب بن عبد مناف، وكان أصغر من عبد شمس وهاشم، وكان ذا شرف في القوم وفضل، وكانت قريش إنما تسميه الفيض لسماحته وفضله1.

ثم قال ابن إسحاق: ثم هلك المطلب بردمان2 من أرض اليمن؛ فقال رجل من العرب يبكيه:

قد طمئ3 الحجيج بعد المطلب ... بعد الجفان والشراب المنثغب

ليت قريشا بعده على نصب

وقال مطرود بن كعب الخزاعي يبكي المطلب وبني عبد مناف جميعا حين أتاه نعي نوفل بن عبد مناف، وكان نوفل آخرهم هلكا، فذكر أبياتا4.

ثم قال ابن إسحاق: وكان أول بني عبد مناف هلكا هاشما بغزة من أرض الشام، ثم عبد شمس بمكة، ثم المطلب بردمان من أرض اليمن، ثم نوفلا بسلمان من ناحية العراق؛ فقيل لمطرود -فيما يزعمون: لقد قلت فأحسنت، ولو كان أفحل ما هو لكان أحسن، فقال: أنظروني ليالي، فمكث أياما. قم قال:

عصيت ربي باختيار ... أم بحكم الإله فينا

فبسط اليدين إلى القفا ... خير فخر السابقينا

وهذا قول السابق ذكره:

يا عين جودي وادرالدمع وانهمري ... وأبكي على السر من كعب المغيرات

وأبكي على كل فياض أخي ثقة ... ضخم الدسيعة وهام الجزيلات

صعب الدسيعة لا نكس ولا ... وكل ماض العزيمة متلاف الكريمات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015