المجلد الثاني

الباب السادس والعشرون: في ذكر شيء من خبر إسماعيل عليه السلام وذكر ذبح إبراهيم لإسماعيل عليهما السلام

...

بسم الله الرحمن الرحيم

الباب السادس والعشرون: في ذكر شيء من خبر إسماعيل عليه السلام وذكر ذبح إبراهيم لإسماعيل عليهما السلام

روينا عن البخاري في صحيحه قال: حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر، عن أيوب السختياني وكثير بن المطلب بن أبي وداعة -يزيد أحدهما على الآخر- عن سعد قال ابن عباس -رضي الله عنهما: أول ما اتخذ النساء المنطق1 من قبل أم إسماعيل -عليهما السلام- اتخذت منطقا لتعفي أثرها على سارة، ثم جاء بها إبراهيم -عليه السلام- وبابنها إسماعيل -وهي ترضعه- حتى وضعها عند البيت عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد، وليس بمكة يومئذ أحد، وليس بها ماء؛ فوضعهما هنالك، ووضع عندهما جرابا فيه تمر، وسقاء فيه ماء، وذهب إبراهيم منطلقا، فتبعته أم إسماعيل فقالت: يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا في هذا الوادي الذي ليس فيه أنيس ولا شيء؟ وقالت له ذلك مرارا، وجعل لا يلتفت إليها؛ فقالت: "الله أمرك بهذا؟ قال: نعم، قالت: فإذا لا يضيعنا، ثم رجعت؛ فانطلق إبراهيم -عليه السلام- حتى إذا كان عند الثنية؛ حيث لا يرونيه استقبل بوجهه البيت، ثم دعا بهؤلاء الدعوات ورفع يديه؛ فقال: {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ} حتى بلغ قوله: {يَشْكُرُون} [إبراهيم: 37] .

وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل -عليهما السلام- وتشرب من ذلك الماء؛ حتى إذا نفذ ما في السقاء عطشت، وعطش ابنها، وجعلت تنظر إليه يلتوي -أو قال: يتلبط- فانطلقت كراهية أن تنظر إليه؛ فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها، فقامت عليه، ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحدا؛ فلم تر أحدا، فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها، ثم سعت سعي الإنسان المجهود حتى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015