ثم قال المسعودي: وقد ذكرهم المنتصر بن المنذر المزني بأبيات، يقول فيها:
ملوك بني حطي وسعفص ذي الندى ... وهوز أرباب الثنية1 والحجر
هم ملكوا أرض الحجاز ووجه2 ... كمثل شعار الشمس أو صورة البدر
ولهذه4 الملوك أخبار عجيبة5 ... انتهى باختصار.
ذكر شيء من أخبار العماليق ملوك مكة ونسبهم:
أما نسبهم: فذكره غير واحد من أهل الأخبار، منهم ابن إسحاق؛ لأنه قال في "سيرته" تهذيب ابن هشام: وطسم، وعملاق، وأمير: بنو لاوذ بن سام بن نوح، عرب كلهم ... انتهى.
وعمليق الذي ذكره الزبير بن بكار، هو عملاق الذي ذكره ابن إسحاق، لأن ابن هشام قال بعد ذكره لخبر فيه ذكر العماليق: وهو ولد عملاق، ويقال: عمليق بن لاوذ بن سام بن نوح ... انتهى.
وتحصل مما قالوا إن والد عملاق يقال له: لوذ ولاوذ، وسقط فيما ذكروه من نسب عملاق: "إرم" بين لاوذ وسام بن نوح على ما ذكره المسعودي في غير موضع من تاريخه، لأنه قال لما ذكر ديانات العرب وآراءها في الجاهلية وتفرقها في البلاد: وسار بعد جديس عملاق بن لاوذ بن إرم بن سام بن نوح بولده ومن اتبعه، وهو يقول بعد أن ذكر شعرا: فنل هؤلاء أكناف الحرام والتهائم، ومنهم من صار إلى بلاد مصر والمغرب.
وقال المسعودي لما ذكر أخبار نوح عليه السلام ما يوافق ذلك أيضا6.
وذكر المسعودي في موطن آخر ما يقتضي سقوط "إرم" في نسب عملاق، ولا منافاة بين من أثبته في النسب وبين من أسقطه، لأن من أثبته ذكر النسب على وجهه، ومن أسقطه نسب "لاوذ" إلى جده "سام" لأنه يجوز أن ينسب الإنسان إلى أبيه وإلى جده، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب".